السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: تحية طيبة وبعد. أنا شاب عمري 24 لدي من الإخوان 4، وأنا أكبرهم وقد سافر أخي الثاني وعمري 19 مع صديقه لإحدى الدول المجاورة، وعند استقبالي لهما بالمطار شممت رائحة المسكر تفوح منهما، فاستدعيت أخي بالمواقف وتواريت عن الأنظار وعندما سألته، هل أنت شارب من الخمر قال: لا؛ فضربته وهو يحلف لي بأنه لم يشرب، والرائحة تفوح منه! وقد عاملني باحترام ويقول لي والله لم أشرب، وأنا مصر لأن الرائحة تفوح منه بشكل واضح، وارتبك في بداية الأمر بسؤالي عن التحليل، وسافر لمحطته الثانية ودموعه على خديه.
وعندما قلت ما جرى بيننا لأحد أقاربي قال لي: أنت غلطان مائة بالمائة، كان ينبغي عليك ألا تضربه والاكتفاء بالكلام الصريح بينكما. بعدها لم أنم الليل، وأرسلت رسالة لأخي قلت فيها: لم أتخيل أن يأتي يوم أرفع يدي عليك أو يتجرأ أحد ويضربك وأنا حي سواء عندي أو بعيد عني، وأطلبك أن تسامحني وأن تحللني، والله لقد كانت وقت غضب، وأنا نادم أشد الندم. أريد منك حلا لهذه المشكلة فوالله لم أعد أركز في عملي ولا شيء هل أنا تسرعت بضربه؟ وما الحل في نظركم؟
الجواب:
الأخ السائل، حيرتك تتمحور حول شكك في شرب أخيك الخمر، وكونك تعجلت بضربه، ولا تدري أصواب ما فعلت أم لا. وأرد عليك عبر نقاط:
الأولى: التأكد من فعل أخيك، وأهمية ذلك التأكد قبل أن ترتب عليه شيئا أو تبني عليه رد فعل، فلا يمكنك أن تتعامل مع موقف غائم عليك، وهاهنا كان ينبغي عليك عند الشك أن تسأله، وتتأكد من صحة جوابه بأن تسأل أصدقاءه والمحيطين به القريبين، وإن زاد تأكدك فلا بأس أن تلجأ إلى التحليل إن كان سيوافقك في ذلك، وعندما يتبين لك الصواب عندئذ نتحدث عن الخطوة الثانية.
الثانية: أن علاقتك بأخيك تبدو حسنة ويبدو أنه يحترمك، فلم عكرت هذه العلاقة بالضرب؟ كان يمكنك أن تستغل هذه العلاقة في التقويم بدل الضرب، إذ إنك بالضرب خسرت كثيرا، والحقيقة أن أخاك لم يعد في عمر الضرب، كما أنك قد عرضت وقارك واحترامك أمامه للاهتزاز فلولا أنه يقدرك ويحبك لرد عليك ولسقطت عندئذ من عينه وأعين الناس.
الثالثة: إذا ثبت عليه شرب الخمر، فلتبحث عن خطوات فعلية تطبيقية لعلاجه، أولها الحديث المباشر معه في وجود بعض المؤثرين من الدعاة أو أهل العلم أو من لهم قدر عنده، ثم تتفقا على علاجه الصحي الإكلينيكي، كما عليك أن تعرف سبب إدمانه للكحول والخمر، وتحاول منعه عنه، ويبدو أن سفره وسكناه وحده أو مع خلطة سيئة هي السبب في ذلك، فلتكتفوا من السفر ولتمنعه عن السفر ولو مؤقتا حتى يتم علاجه ثم ليغير مكان سفره إلى مكان لا يسمح بتلك المعاصي.
الرابعة: هناك مؤثرات نفسية وقلبية مثل الوعظ والنصح من الدعاة والعلماء، وهناك مؤثرات بيئية كتغيير الأصدقاء والمكان، يجب أن ترعاها أثناء علاجك إياه.
الخامسة: أرجو أن تعالج معه موقف الضرب علاج الأخ الكبير، وأنا أؤيد اعتذارك له مادمت لم تتأكد من فعله الخطأ، وأدعوك لبناء جسر ثقة بينك وبينه تستطيع عبره أن توجهه وأن تقترب منه وإلا فقدته فقدانا تاما.
السادسة: لم تذكر لي شيئًا عن وجود الوالدين أو الأقارب ولا عن تأثيرهم عليه، وأعتقد أن لهم تأثيرا عليه ولاشك، وعلاج ذلك كله يبدأ بسؤال الله المعونة ثم المنع عن الذنب، ثم بمنعه عن ذاك السفر السلبي الأثر.
السابعة: لا تنس أن تطلب الدعاء له من والديه والصالحين ثم تذكره بالإقبال على الله سبحانه والدعاء لنفسه والتوبة والعزم على عدم العودة.. وفقك الله لكل خير.
الكاتب: خالد رُوشه.
المصدر: موقع المسلم.